لا شيء أصعب من أن تكون صحافيًا…

10:29 م 0تعليقات

فلسطين اليوم | إعلام

 العرب اليوم - لا شيء أصعب من أن تكون صحافيًا في زمن الحرب

أن تكون صحافيًا في أرض تمتلئ بالدماء والدموع هذا أصعب اختبار ممكن أن تتعرض له، فالمشاهدات اليومية لدموع الأطفال وبكاء الأمهات الثكالى ودمار المنازل لا يمكن أن تفارق مخيلتك لأنك ناقل للحدث ولست مشاهدًا فحسب .
 
فأنت ترى الحدث من لحم ودم أنت لا تراه من خلال الورق بل أن الحزن والألم الذي تراه في عيون كل من حولك لن يفارقك بل سيستحوذ عليك ويمسك بتلابيب قلمك في كل كلمة تكتبها وكل حرف تنقله .
 
وفي حرب مثل التي تجري في سورية فيها ألف طرف يتقاتل مع الف طرف وكل منهم يدعي أن الحق معه وأنه الطرف المظلوم كيف ستطوع كلماتك وإلى من ستتحيز حروفك وأين سيقف ضميرك وهل ستجد الحقيقة بالفعل.
 
وعن أي حقيقة تتحدث ففي الحرب ليس هناك حقيقة الحقيقة الوحيدة هي الموت فقط الموت من اجل اللاشىء ومن أجل كل شيء الموت المجاني الذي سار بطريق اللاعودة والذي لم ولن ينتهي بكل تاكيد.
 
صحافيون كثر في سورية هاجروا هذه البلاد إلى غير رجعة لأن قلمهم تقاعد أمام هول ما يجري ولم يستطيعوا إلا أن يعتزلوا الكتابة احترامًا لدماء الشباب والأطفال اصبحوا في بلاد المهجر يعملون في كل شيء وأي شيء المهم أن يكون لا يمت للصحافة أو للكتابة بصلة اختاروا أن ينعتقوا من قيد الكلمة من قيد المسؤولية والألم كي لاتجلدهم دماء الأطفال ودموعهم
 
ومع هذا الواقع أصبح العمل الإعلامي في سورية يمشي على قدم واحدة  فالمؤسسات الإعلامية افرغت من كوادرها ومن لا زال على رأس عمله يقف حائرًا وهائمًا لمن يسلم كلمته ويكتب لصالح من فلم يستطع الإعلام السوري أن يقدم مادة إعلامية لائقة تضاهي ما يقدم في المحطات الأخرى وينقل الواقع السوري لأن الكوادر هي الأساس المتين الذي من الممكن أن يقوم عليه أي عمل مؤسساتي وبدونه لا يمكن أن تقوم للإعلام قائمة .
 
وسواء كانت هذه المؤسسات تابعة للمعارضة أو الحكومة فان عملها محاط بصعوبات كبيرة لا تتوقف عند الصحافي فحسب بل تتعداه إلى صعوبة موثوقية المصادر وصعوبة  التحرك ضمن المناطق إضافة إلى المشكلات في الحصول على المعدات والأجهزة والملاحقة التي يتعرض لها الصحافيون من الطرفين كما أن المخاطر اليومية وحالات الموت في الميدان والاغتيالات تظل شبحًا يطارد أغلب الصحافيين وهاجسًا يسيطر عليهم .
 
ومع كل هذا من المتوقع أن يشهد الإعلام السوري نهضته إلا مع نهاية هذه الحرب المجنونة.

http://ift.tt/2boIq6b


هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق محفوظة لمدونة أخبار عرب ©2015-2014 | ، | Privacy Policy

newwsar عينك على الحقيقة